وكالة أنباء الحوزة ـ أعرب سماحة آية الله السيد محمد تقي المدرسي، الجمعة، عن قلقه إزاء مواقف وتصريحات الحكومة التركية بشأن قواتها المنتشرة شمال العراق، مخاطبا إياهم "العراقيون قادرون على معالجة وضعهم في نينوى وتدخلكم لن يزيد الأمر إلا تعقيدا".
وقال سماحته في بيان صدر عن مكتبه، إن "من بيته من زجاج عليه أن لا يرمي جاره بالحجارة، في إشارة إلى الأفعال التركية في شمال العراق مؤخرا"، مؤكدا أن "تركيا تعيش أزمة وجود مع مطالبات ثاني أكبر مكونات بلدهم (الكرد) المحترمين بحقوقهم".
وأضاف، "لقد خرجتم للتو من أعظم محنة حيث يقبع عندكم مئة ألف سجين بعد المحاولة الانقلابية وفيهم كبار المسؤولين ولا يجدر بكم أن تزيدوا الطين بلة في بلدكم وبلدنا"، مؤكدا أن "العراقيين سوف يعالجون الوضع في محافظة نينوى بالتي هي أحسن بإذن الله، ولن يزيد تدخلكم الوضع إلا تعقيداً، والطائفية التي تثيرونها نار خبيثة ضد الجميع".
وأشار السيد المدرسي إلى "مواقف نواب الشعب الذين وحدهم التنديد بالتواجد غير المشروع للقوات التركية في البلاد"، ناصحا في الوقت نفسه بعض ساسة الموصل بأن "لا يستأسدوا على شعبهم بالأجنبي".
وطالب الجانب الأمريكي في التحالف ضد الإرهاب بـ"القيام بدوره في إقناع الجارة المسلمة بعدم المضي في تأزيم الوضع في المنطقة وذلك قبل تحرير نينوى"، مؤكدا أن "ذلك يحتم عليهم التعاون البناء وحفظ العلاقة الإيجابية التي نريدها بيننا وبين كل دول الإقليم".
وتابع سماحته، ان "الشعب العراقي يتميز بتواصله الدائم مع نهضة سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين عليه السلام، والتي يتواصل أبناؤنا من كل الطوائف والأعراق مع ذكراه ويتعاهدون مرقده ويستقون من القيم المثلى التي ثار من أجلها، لعل أبرزها كدح الشعب الدائم للإصلاح والكرامة والصبر والاستقامة".
وخلص إلى القول إن "العراق بشماله وجنوبه مهد الأنبياء عليهم السلام ومنبت الحضارات ومقبرة الغزاة والطغاة وتراه اليوم كيف يستطيل على التحيات".
وكان وزير الخارجية العراقي إبراهيم الجعفري أعلن، أمس الخميس، عن عزم مجلس الأمن الدولي عقد جلسة طارئة لمناقشة توغل القوات التركية في شمال العراق بناء على طلب من الأخير، فيما أكد قيام بغداد بسلسلة اتصالات مع أنقرة لسحب تلك القوات.